شباب مغاربة يتظاهرون للمطالبة بفرص عمل في القطاع العام أمام مقر البرلمان في الرباط يوم 2 أبريل 2014
يواجه شباب الخريجين المغاربة معدلات بطالة متزايدة.
فقد أظهرت الأرقام التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط يوم الثلاثاء 5 أغسطس ارتفاعا في معدل البطالة بين الربع الثاني من عام 2013 ونفس الفترة من عام 2014، خاصة بين الشباب.
ووفقا لهذه الأرقام فقد بلغ عدد الباحثين عن عمل في المغرب 1,114,000 مواطن بزيادة 65,000 عاطل من بينهم 39,000 في المناطق الحضرية و26,000 في المناطق القروية. وقد ارتفع معدل البطالة من 8.8% إلى 9.3%.
ويعتبر هذا المعدل مرتفعا في بعض الفئات من المواطنين، خاصة في فئة الخريجين ووسط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.
وفي الوقت الذي لا يتجاوز فيه معدل البطالة في فئة غير الخريجين 4.1%، لا يزال هذا المعدل مرتفعا في فئة الخريجين من المستويات المتوسطة بنسبة 15.5%، بما في ذلك المؤهلات المهنية (20.9%) والمؤهلات العليا (20.3%)، وعلى الخصوص وسط خريجي الجامعات (22.5%).
أما بالنسبة للشباب الذي يعيش في المدن من الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 15 و24 عاما فقد بلغ معدل البطالة 35.2% للرجال و40% للنساء.
كما أن ما يقرب من ثلثي العاطلين (63% منهم) ظلوا بدون عمل لمدة تزيد على السنة.
وتقتضي الأرقام التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط أن تعمل الحكومة على اتخاذ إجراءات في هذا الاتجاه، حيث يتعين عليها تسريع وتيرة تنفيذ استراتيجيتها الجديدة في التشغيل، بحسب الخبراء.
في هذا السياق يقول الباحث الاجتماعي منير شهيد إن على الحكومة أن تقوم بأي إجراء ملموس لدفع عجلة تشغيل الشباب على الرغم من أن أطراف التحالف الحكومي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية تعهدت بالحد من تأثيرات البطالة بين الشباب على وجه الخصوص.
وقال إن الشباب يعاني أكثر فأكثر من حالة البطالة التي يعيش فيها.
وأضاف قائلا إنه من الضروري إيجاد الحلول لتعزيز المهارات المهنية للشباب، خاصة خريجي الجامعات، وذلك حتى يتمكنوا من إيجاد وظائف في القطاع الخاص، خصوصا في الوقت الذي قلصت فيه الحكومة من فرص التوظيف في القطاع العام.
الجدير بالذكر أن القضاء دعم مؤخرا قرار رئيس الحكومة لمنع التوظيف المباشر، وهو القرار الذي أثار انتقادات حادة.
من جهته أشار المحلل السياسي محمد البندري إلى أن الحكم الأخير الذي أصدرته محكمة الاستئناف، الذي رفض الدعوى المقدمة من الخريجين العاطلين، يجب أن يضع حدا للجدل الواسع الذي ثار لعدة أشهر بعد رفض بن كيران تنفيذ قرار الحكومة السابقة بتوظيف 4000 خريج بدون إجراء مسابقات بين المتقدمين.
وقال في لقاء مع مغاربية "من شأن هذا الحكم دفع الشباب إلى عدم انتظار حدوث حل معجزة من الحكومة والبدء في البحث عن تكوين أو تدريب حتى يتمكنوا من العثور على فرصة عمل في القطاع الخاص أو تنفيذ مشاريع خاصة بهم".
وقد أبدى العديد من الشباب شكوكهم في ذلك.
يقول كريم معلوك الطالب في الحقوق إن معنويات الطلبة في الجامعات الحكومية متدنية بسبب معرفتهم أن شهاداتهم لن تفيدهم في الحصول على عمل.
وأضاف يقول إن التعليم الجامعي والبرامج الدراسية التي يقدمها يجب أن يخضع لمراجعة كاملة.
أما سلمى الخياطي التي حصلت على شهادة في الأدب العربي منذ ثمانية أعوام فقالت "يجب أن يحصل العاطلون الذين قضوا مدة طويلة بدون عمل على تكوين وتدريب مناسبين حتى يستطيعوا العيش بكرامة فيما يبحثون عن عمل".
وقد عانت الخياطي الكثير في البحث عن فرصة عمل على الرغم من الدورات التدريبية التي حصلت عليها في عدد من الشركات والمدارس.
وقالت لمغاربية بنبرة يملؤها الإحساس بخيبة الأمل "في نهاية الأمر تخليت عن البحث عن عمل مناسب بعد أربعة أعوام من البحث. وتزوجت، لكنني غير راضية عن حياتي بدون عمل واعتمادي المالي على زوجي".